خطة بعيدة المدى حاصرھا بعنفوان الحب المندفع كالسيل مذ شن عليھا غارته الأولى بنظرات لم يرمش له جفن خلال تصويبھا لتخترق ساحل عينيھا و تستقر - حسب توهمه - بجدار قلبھا. توالت ايام أظھرت فيھا التحدي، الامتعاض قبل أن تنسدل أھدابھا على عينيھا لتصد زوارقه المتسللة عن الإبحار إلى مبتغاھا، و مع تفتح زھور الربيع انفرجت شفتاھا عن ابتسامة. عانقت فرحة تكسو وجھه كلما تھادت على رصيف المحطة تنتظر عربة تقف أمام شباك التذاكر... يصعد فى اثرها يقف خلفھا دون أن يمسھا كحائط فولاذ يبعد عنھا الأجساد المتدافعة، الأيادي العابسة... يسلمھا لفتى يتمظهر بنظارة سوداء ... يشير له، ينتفض - احتراما - يترك لها مقعده. يتبخر من أمامھا، يمنحھا فسحة من الزمن تقلب الأمر تختبر مشاعرها تجاهه حتى إذا رأته أومأت بالتحية. بعد أسابيع انفكت عقدة لسانها، ألقت عليه السلام ... أجابھا من أرنبة أنفه خشية أن يقع في خطيئة قيس، لم يستطع مداراة تقافز طيور الشوق على محياه لحظة شروق شمس ليلى فأضحى أضحوكة العرب. يريدھا و سيجبرھا - حسب خطته - أن تخضع لمشيئته ... تصرخ فيه... أحبك أيھا الجبل. بيد أنھا غابت عن عينيه شهورا ... خالها تمارس اللعب معه
مؤسسة أدبية ثقافيه