التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الدموع مطافيء الحزن .. بقلم الكاتب الكبير عبد الوهاب الجبوري

بسم الله الرحمن الرحيم
الدموع مطافيء الحزن
عندما يكون بكاء الإنسان من خشية الله ، أو 
عندما تنهمر دموعه على خديه بسبب فقدان أحبته أو بسبب فراقهم أو إخفاقه بشيء ما فإنّها تكون سخيّةً وحارقة، ولكنّها تغسل القلب وتريح النفس، فيشعر الإنسان ببعض الراحة بعد نزولها .. وتنهمر الدموع بعد لحظات الضعف وربّما الخوف أو اليأس من شيء ما ..
و قد تحدّث الشعراء كثيراً عن الدموع وخصوصاً الدموع التي تسيل منهم بسبب هجر الحبيب أو موته، ووصفوا عذابهم ودموعهم، وتغنّوا بدموع الرجال، وقالوا إنّها من أغلى الدموع لأنّ الرجل لا يبكي إلا لأمرٍ عظيم ..
والدموع تعد من أصدق التعابير التي تصف مدى الحزن والألم الّذي بداخلنا، فهي تعبّر عن مدى الجرح الّذي داخل قلوبنا.. والدموع هي الشيء الوحيد الذي لا نستطيع التحكّم به أو منعه؛ فهي تكشف أسرارنا وخفايا نفوسنا، ومدى اشتياقنا وضعفنا، ومدى الأسف والنّدم ..
وأغلى الدموع دموع الأم، وأصدقها دموع المظلوم، وأكثرها براءةً دموع الأطفال ..
وللدّموع لغةٌ إنسانيّة لا يجيدها إلّا أصحاب القلوب الرقيقة والمشاعر المرهفة ، وهي مطافئ الحزن الكبير ، والله سبحانه وتعالى لم يخلق الدمع لامرئٍ عبثاً، فهو أدرى بلوعة الحزن ومرارة الفراق ..
وأروع ما قيل عن البكاء ما ورد في الحديث النبوي الشريف ، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله) رواه الترمذي وحسنه، وصححه الألباني .. فلا شك أن الهرب من النار والنجاة منها مطلبٌ لكل مؤمن بالله واليوم الآخر، وفوق ذلك هو الفوز يوم القيامة {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}..[آل عمران: 185]، ولذا يوجهنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى سببين للنجاة من النار، هما: البكاء من خشية الله، والحراسة في سبيل الله..
رأيت الدهرَ مختلفاً يدورُ
فلا حُزْنٌ يدومُ ولا سرورُ
وقد بَنَتِ الملوكُ به قصوراً
فم ا تبقَّ ملوكُ ولا قصورُ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبدالوهاب الجبوري
الموصل في تشرين الثاني ٢٠١٨

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شخصية من بلادي .. الاستاذ الكاتب // موفق الربيعي

‏ # شخصية  من بلادي. 241 ازادوهي صاموئيل هي ايقونة المسرح العراقي التي تعتبر من أكثر الممثلات العراقيات نشاطاً وغزارة ومشاركة هامة في تأريخ المسرح العراقي ، ولدت عام 1942 من عائلة مسيحية تحب الفن وترتاد الحفلات الموسيقية بالرغم من صعوبة الحالة المادية ، وكانت لها رغبه في التمثيل • درست الابتدائية في مدرسة الارمن الغربية وبعد أكمالها الدراسة المتوسطة دخلت معهد الفنون الجميلة وهي أول فتاة تتخرج من قسم المسرح في المعهد ، وأثناء دراستها مثلت - المثري النبيل لمولير - عطيل لشكسبير - اوديب ملكاً لسوفوكلس • تعتبر آزادوهي من أكثر الممثلات العراقيات نشاطا وغزارة ومشاركة بمسرحيات هامة في تاريخ المسرح العراقي ، وهكذا فتحت الفنانة آزادوهي للفنانات العراقيات الاخريات من بعدها ، بدخولها الشجاع كأول فتاة إلى معهد الفنون الجميلة ببغداد انذاك وفي قسم الفنون المسرحية الآفاق الواسعة أمام من انخرط بعدها لاحقا لدراسة فن التمثيل من الفنانات العراقيات ، فتدفقن ببطء على المعهد في السنه الثانية من دراستها ، وكانت الفنانة هناء عبد القادر ثم جاءت من بعدها سميه داوود ، وبعد سنتين كان من طلاب ا

سواحل الثرثار ..بقلم .. الشاعر .محفوظ فرج المدلل

سواحل الثرثار / محفوظ فرج تتدرجُ يالونُ كما يدرجُ حَجَلٌ(١)   عند مفازة روحي حَجَلٌ يتهادى في رقته   يغوي تبعاتِ الموج المتلاطم   في بريّة أشجاني تلتمّ سواحلُ ماء الثرثار على شفتي أرقبه عن بُعدٍ يتوسلُ بالرمل   أفيك ملامحُ من لغة الآشوريين ؟ ولمحٌ من صوت (عُرَيب )؟(٢) حين تفانى (عبدُ الله) بها أفيك مراقي جلجامش قبل السكر بمنتجعات( أريدو)(٣)   أفيك ملامحُ نور الشمس تغازلُ فتنته الملكية   يقول : الزورقُ ملمومٌ لايكفي غيرَ اثنين   ووجهته واحدةٌ لاتتغير   مهما غَيَّرَ آلهةُ الريحِ توجهه زورقنا في الأقواسِ الرطبة مثل طراوة خصري المتأهب أن يلتفَ على أطواقِ اليسمين والدكة حين أراك أمامي تصّاعدُ أبخرةً لحريقٍ من أوراق الزيتون ورضابي أشهى من عسلِ الملكات   تُعَتِّقُهُ دوّاماتُ اللحظِ على قامتي الممشوقة   سِرْ بي خلفَ القيعان الممتدة من أغوارِ بخارى حتى سور الصين أطلعُكَ على مالا تعرفه في الوعي سِرْ بي نحو الأرصادِ المحمومةِ من وله العشاق عيناي دليلك نحو الأفياء اللازوردية كتابك بوصلتي للحرف النابض   منذ الرقم الطينية في مكتب( بانيبال)(٤)   حين توهج شعري فوق

حقيقة السلطان سليمان القانوني/د.صالح العطوان الحيالي/العراق

حقيقة السلطان سليمان القانوني بعيدا عن التشويه و تلفيق المنافقين وحريم السلطان ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي -العراق-25-6-2019 لا يختلف مؤرخو الدولة العثمانية القُدامى منهم أو المعاصرون على أن أعظم سلاطينها على الإطلاق هو السلطان «سليمان القانوني» [1520-1566]؛ ففترة حكمه تُعرف بالعصر الذهبي التي توسعت فيه الدولة بضم أراضٍ جديدة، ورسُخَت فيها المؤسسات القائمة، وقد كان للسلطان يد طولى في هذا النمو والازدهار الكبير؛ بعدله وحكمته التي عُرف بهما.....سليمان خان الأول بن سليم خان الأول،كان عاشر السلاطين العثمانيين وخليفة المسلمين الثمانين،وثاني من حمل لقب "أمير المؤمنين" من آل عثمان. بلغت الدولة الإسلامية في عهده أقصى اتساع لها حتى أصبحت أقوى دولة في العالم في ذلك الوقت.وصاحب أطول فترة حكم من 6 نوفمبر 1520م حتى وفاته في 5/6/7 سبتمبر سنة 1566م خلفاً لأبيه السلطان سليم خان الأول وخلفه ابنه السلطان سليم الثاني. عُرف عند الغرب باسم سليمان العظيم وفي الشرق باسم سليمان القانوني (في التركية Kanuni) لما قام به من إصلاح في النظام القضائي العثماني. أصبح